بعد افتتاح متحفها الكبير.. خبير لـ"الصحيفة": مصر ستعود لمنافسة المغرب بقوة في المجال السياحي وعلى المملكة أن تفكر في مرحلة ما بعد كأس إفريقيا
قال الخبير السياحي المغربي الزبير بوحوت إن افتتاح المتحف المصري الكبير سيعيد مصر بقوة إلى دائرة المنافسة السياحية مع المغرب، داعيا المملكة إلى التفكير في مرحلة ما بعد كأس إفريقيا للأمم 2025، حتى لا يظل الزخم السياحي المغربي مرتبطًا بالأحداث الكبرى فقط.
وأضاف بوحوت في تصريح لـ"الصحيفة" أن افتتاح المتحف المصري الكبير الذي حدث مؤخرا من شأنه أن ينعكس بشكل كبير على القطاع السياحي في مصر، مشيرا إلى أن المعطيات المتوفرة تؤكد أنه متحف من طراز عالمي، وسيشكل قاطرة جديدة للسياحة الثقافية إلى جانب الأهرامات والسواحل المصرية، مما سيجعل مصر تستعيد مكانتها كمنافس قوي للمغرب في السوق السياحية الإقليمية والدولية.
وأضاف الخبير أن المقارنة بين البلدين تُظهر تفوق المغرب في عدد الوافدين خلال سنة 2024، حيث استقبل 17,4 مليون سائح مقابل 15,7 مليون بالنسبة لمصر، لكنه أشار إلى أن القاهرة ستعرف هذا العام انتعاشا كبيرا بفضل المتحف، مع توقعات ببلوغ عدد السياح 18 مليون زائر.
وفي المقابل، يتوقع بوحوت أن يواصل المغرب بدوره أداءه القوي مدعوما هذه السنة بتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025، مشيرا إلى أن المملكة قد تصل إلى 20,5 مليون سائح بنهاية السنة، رغم أن وزارة السياحة حددت سقف توقعاتها في حدود 18 مليونا.
غير أن الخبير شدد على أن التحدي الحقيقي يكمن في المداخيل السياحية، قائلا إن المغرب رغم تفوقه في عدد الزوار سنة 2024، إلا أن مصر حققت مداخيل أكبر بالعملة الصعبة، حيث سجلت حوالي 14 مليار دولار، مقابل ما يقرب من 11 مليار دولار فقط بالنسبة للمغرب.
وأشار بوحوت إلى أن كأس إفريقيا سيكون له تأثير إيجابي على السياحة المغربية هذه السنة، لكن بعد انتهائه، لن يكون هناك حدث مشابه يستمر في جذب السياح كما هو الحال بالنسبة لمصر، التي ستستفيد على المدى البعيد من افتتاح متحفها الكبير.
ودعا الخبير في القطاع السياحي إلى الاستعداد المسبق لمرحلة ما بعد كأس إفريقيا، من خلال تشجيع الاستثمارات الجادة في البنية التحتية السياحية، خصوصا في مجالات الفنادق، والترفيه، والتنشيط السياحي، باعتبارها القطاعات الأكثر طلبا من طرف السياح على المستوى العالمي.
وأكد بوحوت أن الدخل الذي يحصل عليه المغرب من الفنادق ودور الضيافة جيد حتى الآن، "لكن إذا تمكّنا من تنويع مصادر الدخل عبر الأنشطة الترفيهية والاستثمارات السياحية المتخصصة، فسنرفع من مداخيلنا بالعملة الصعبة ونضمن تنافسية المغرب على المدى البعيد".
جدير بالذكر أن العاصمة المصرية القاهرة، شهدت في الأيام الماضية، افتتاح المتحف الكبير الذي يضم جانبا كبيرا من الحضارة الفرعونية، وتحدثت الصحافة المصرية عن استقطاب المتحف لآلاف الزوار في الأيام الأولى للافتتاح، مشيرة إلى أن هذا "الصرح" من المتوقع أن يرفع من توافد السياح على مصر ويرفع مداخليها.
